داء الامعاء الالتهابي هو مجموعة من الحالات الالتهابية المزمنة التي تصيب الجهاز الهضمي، وغالبًا ما يتم الخلط بينها وبين متلازمة القولون المتهيج (IBS) أو الداء البطني، ولكنها ليست نفسها. على الرغم من أنَّ جميع هذه الحالات قد يكون لها أعراض متماثلة، فإن مرض التهاب الأمعاء يتميز بحدوث التهاب، على عكس متلازمة القولون المتهيج. أما الداء البطني فهو تفاعل التهابي يحدث عند تناول الجلوتين، والذي قد يكون موجودًا في القمح والحبوب المماثلة، ما يتطلب من الأشخاص المصابين بالداء البطني اتباع نظام غذائي خالٍ من الجلوتين.
داء الامعاء الالتهابي (IBD) هو الاسم المجمَّع للحالات الالتهابية المزمنة التي تصيب السبيل الهضمي (GI).
ويُقصد بالسبيل الهضمي (GI) الأعضاء التي يمر خلالها الطعام والسوائل في رحلتها عبر الجهاز الهضمي. ويعمل السبيل الهضمي على هضم كل الطعام الذي تتناوله وامتصاصه والتخلص منه.
يعد داء كرون (CD) والتهاب القولون التقرحي (UC) أكثر أشكال مرض التهاب الأمعاء شيوعًا.
داء كرون3
التهاب القولون التقرحي 3
على الرغم من أنَّ سبب داء الامعاء الالتهابي غير مؤكد، يمكن أن تؤدي عدة عوامل دورًا في الإصابة به وهي: العوامل الوراثية أو المحفزات البيئية أو اختلال توازن البكتيريا المعوية، ما يتسبب في استجابة الجهاز المناعي للعوامل الثلاثة الأخرى بشكل غيرٍ معتاد.4
يفترض أن الجهاز المناعي يساعدك على مكافحة الأمراض، مع ذلك فإنه يمكن أن يبالغ في رد الفعل، ما يسبب الالتهاب. وبالنسبة إلى مرض التهاب الأمعاء، يرى جهازك المناعي أي طعام أو بكتيريا أو أشياء أخرى موجودة بشكلٍ طبيعي في أمعائك ضارة، ومن ثمَّ يجعل خلايا أمعائك في وضع الدفاع، معتقدًا أنها ستساعدك، لكنها لا تسبب سوى الضرر.
يؤثر مرض التهاب الأمعاء في الأشخاص بعدة طرق مختلفة، وتختلف الأعراض حسب الجزء الملتهب من الجهاز الهضمي.3 مع ذلك، فإن أعراض كلٍّ من داء كرون والتهاب القولون التقرحي متشابهة جدًا ويمكن أن تشمل ما يأتي:5
يؤثر مرض التهاب الأمعاء في كلٍّ من الرجال والنساء على حدٍّ سواء ويبدو أنه أكثر شيوعًا إذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.6 يُصاب نحو 4.3 ملايين أوروبي بمرض التهاب الأمعاء، وهذا العدد في تزايد مستمر.7 ويعاني 1.7 مليون من المصابين بمرض التهاب الأمعاء من داء كرون، بينما يعاني 2.6 مليون آخرون من التهاب القولون التقرحي.7 وعادةً ما يتم تشخيص مرض التهاب الأمعاء عندما يتراوح عمر الشخص بين 15 و35 عامًا، على الرغم من أنه يمكن أن يحدث في أي وقت. أيضًا، تزداد احتمالية إصابتك بداء كرون إذا كنت تدخن السجائر.
لا يعني التعايش مع مرض التهاب الأمعاء أنه لا يمكنك تحقيق أهداف حياتك، ولكنه يتطلب منك إجراء بعض التعديلات.
وتتمثل إحدى أهم الخطوات التي يمكنك اتخاذها في تعديل نظامك الغذائي من أجل معرفة الأطعمة التي تحفز النوبات والحرص على تجنب تناولها. ومن المهم تجنب تناول الأطعمة الغازية وتناول كمية معتدلة فقط من الألياف وتجنب تناول الوجبات الكبيرة.8 ويجب أيضًا الانتباه إلى ما تتناوله قبل التعرض لإحدى النوبات حتى تتمكن من التعرف على الأطعمة المحفزة لتلك النوبات. ستختلف هذه الأطعمة من شخص لآخر وسيستغرق تحديدها بعض الوقت. فحاول الاحتفاظ بدفتر يوميات تدوِّن فيه كل ما تأكله.
إذا كنت تشعر بالراحة للقيام بذلك، فأخبر مكان عملك أو مدرستك أنك مصاب بمرض التهاب الأمعاء حتى يتسنى لهم محاولة تلبية احتياجاتك، ومن ثمَّ يمكنك مواصلة تعليمك أو مهنتك. على سبيل المثال، قد تحتا ج إلى استغراق وقت أطول لإجراء الاختبارات بحيث تتمكن من استخدام دورة المياه حسب حاجتك، أو قد تحتاج إلى اعتماد خيار العمل من المنزل عندما تشعر بالتعب.
قد تكون مناقشة مرض التهاب الأمعاء مع أزواج رومانسيين أمرًا صعبًا بشكلٍ خاص ولكنه أمرٌ بالغ الأهمية لضمان علاقة ناجحة. يجب أن يكون زوجك على دراية بحدودك وأي مخاوف قد تكون لديك.
يعد التعب أحد أبرز أعراض مرض التهاب الأمعاء. لذا، من المهم الحرص على حصولك على قسط كافٍ من النوم وتخصيص وقت للراحة. وحيث إن التعب عَرَض غير مرئي، فسيتعين عليك التواصل مع أصدقائك وعائلتك بشأن ما تشعر به. في بعض الأحيان، ستحتاج إلى مغادرة التجمعات مبكرًا أو رفض الدعوات تمامًا. وبمرور الوقت ستتعلم الحدّ الذي يمكنك التعامل معه، وفي النهاية ستصبح خبيرًا في تخصيص وقتك.